المغرب يسجل تراجعا في عدد الإصابات ببوحمرون

شهد المغرب في الأسابيع الأخيرة تطورات إيجابية في جهوده لمكافحة تفشي داء الحصبة (بوحمرون)، حيث سجلت البيانات الوبائية انخفاضًا ملحوظًا في عدد الإصابات الجديدة للأسبوع الثالث على التوالي.
فقد أظهرت الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والمنشورة في حصيلتها الأسبوعية الرسمية، تسجيل 2863 إصابة جديدة خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 23 فبراير 2025. ويمثل هذا الرقم تراجعًا بنسبة 14.9% مقارنة بالأسبوع السابق، الذي سجل 3365 حالة.
ويأتي هذا الانخفاض استمرارًا لمسار إيجابي بدأ قبل ثلاثة أسابيع، حيث سجل الأسبوع الأول من فبراير (3-9 فبراير) تراجعًا بنسبة 3%، تبعه انخفاض آخر بنسبة 3.4% في الأسبوع الثاني (10-16 فبراير). إلا أن الأسبوع الأخير (17-23 فبراير) شهد قفزة نوعية مع تسجيل انخفاض بنسبة 14.09%، مما يعكس تحسنًا كبيرًا في السيطرة على تفشي المرض مقارنة بالفترات السابقة.
وعلى صعيد التوزيع الجغرافي للإصابات، سجلت معظم جهات المملكة تراجعًا ملحوظًا، حيث تصدرت جهة درعة تافيلالت قائمة المناطق الأكثر تحسنًا بنسبة انخفاض بلغت 52.2%، تلتها جهة فاس مكناس بتراجع نسبته 42.5%. كما شهدت جهات أخرى مثل بني ملال خنيفرة، طنجة تطوان الحسيمة، سوس ماسة، كلميم واد نون، والدار البيضاء سطات انخفاضات ملحوظة تراوحت بين 10.6% و 20.8%. في المقابل، سجلت جهة الشرق زيادة طفيفة في الإصابات بنسبة 5.2%.
ويعزى هذا التقدم في مكافحة الحصبة إلى تضافر جهود مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ووزارة الداخلية، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني والمواطنين. وقد ساهمت الحملات التوعوية المستمرة في نشر الوعي حول أهمية الوقاية، بالإضافة إلى استكمال جرعات التلقيح الأساسية في الجدول الوطني للتلقيح، والتي تبقى الوسيلة الأكثر فعالية للحد من انتشار المرض وتعزيز المناعة الجماعية.
ويعتبر نجاح الحملة الوطنية لمراجعة واستدراك التلقيح، التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية منذ أواخر أكتوبر 2024، أحد العوامل الرئيسية في هذا التحسن، حيث أسهمت في زيادة نسبة التغطية التلقيحية في مختلف مناطق المملكة، وخاصة في صفوف الأطفال والمراهقين الذين تخلفوا عن تلقي اللقاحات في وقتها المحدد.
وعلى الرغم من هذا التقدم، تشدد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على أن التحديات ما تزال قائمة، وأنه من الضروري الاستمرار في الجهود المبذولة لمكافحة المرض، من خلال مواصلة حملات التوعية والتلقيح، وتعزيز الرصد الوبائي، وتوفير العلاج المناسب للمصابين.