قطع الإنترنت والاتصالات عن غزة يعوق عمل الصحافيين أثناء الحرب
«لا إنترنت ولا لابتوب»، هكذا تصف دعاء فايز، الصحفية التي عملت في مجال الإعلام سبع سنوات، وضعها بعد انقطاع الاتصالات وتدمير حاسوبها المحمول جراء القصف. فقد خسرت عملها كمراسلة صحفية منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023. مع اعتماد عملها على الإنترنت، وجدت دعاء نفسها عاجزة عن أداء مهامها كمحررة ومنتجة قصص فيديو. بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الحصار والحرب، كانت دعاء هي المعيل الرئيسي لعائلتها بعد فقدان أشقائها وظائفهم.
في ظل القصف المستمر، سعت دعاء جاهدة للحصول على الإنترنت، مضطرة للخروج إلى مناطق خطرة والجلوس في الشوارع أو على أسطح المنازل لالتقاط الإشارة، مما عرض حياتها للخطر. كما عانت من انقطاع الاتصال مع أفراد أسرتها، خاصة بعدما اضطر أشقاؤها للنزوح، ولم تتمكن من التواصل معهم في ظل أصوات القصف القريبة منهم.
من جهة أخرى، تكشف معدة التقرير مها شهوان أنها كانت تعتمد على دقيقتين فقط من الاتصال بالإنترنت أسبوعياً للاطمئنان على أسرتها وإرسال التقارير الصحفية. تشير إلى كيفية تأقلمها مع هذه الظروف القاسية عبر استغلال الدقائق القليلة التي كانت تتاح لها، والتعامل مع الأخبار السيئة التي كانت تصلها بطرق غير مباشرة، مثل استشهاد ابن عمتها.
الصحفية لميس الهمص التي رفضت النزوح من شمال غزة إلى الجنوب، تعيش عزلة تامة مع أسرتها بسبب الانقطاع الكامل للاتصالات والإنترنت. تؤكد أن الإنترنت كان حيوياً لمعرفة الأخبار والتواصل مع أفراد الأسرة، إلا أن الحرب جعلت من ذلك أمراً مستحيلاً. تشير لميس إلى أنها وزوجها عاشا شهوراً طويلة من دون اتصال بالعالم الخارجي، وكان زوجها يغامر بالخروج لمعرفة ما يحدث من خلال حديثه مع النازحين.
في سياق هذه المعاناة، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف المدنيين الذين يحاولون التقاط إشارات الاتصالات، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تعرقل نقل جرائم الحرب إلى العالم وتزيد من عزلة السكان في غزة.