وصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى موريتانيا أمس الاثنين 09 دجنبر 2024 بعد انقطاع دام 37 عامًا، منذ زيارة الرئيس الشاذلي بن جديد في عام 1987.
وأجرى تبون مباحثات ثنائية مع الرئيس الموريتاني محمد الشيخ ولد الغزواني، في قاعة الشرف بمطار ام التونسي بالعاصمة نواكشوط المطار.
يذكر أن زيارة الرئيس تبون إلى موريتانيا هي الأولى له منذ وصوله إلى سدة الحكم سنة 2019، مقابل 5 زيارات للرئيس الموريتاني إلى الجزائر. .
وعلى الرغم من التبرير الرسمي للزيارة بالمشاركة في مؤتمر قاري حول التعليم لن يحضره الكثير من القادة، إلا أن المراقبين يرون أبعادًا أعمق مرتبطة بقضية الصحراء.
تأتي هذه الزيارة في سياق متغير إقليمي معقد، خاصة بعد التحولات الجيوسياسية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط.
فمع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وفقدان البوليساريو لآخر داعميها في المنطقة، تبدو موريتانيا كآخر معقل محتمل للحركة الانفصالية.
في هذا الصدد يرى المعارض الجزائري شوقي بنزهرة أن الزيارة تحمل أجندة سياسية مرتبطة مباشرة بملف الصحراء. فموريتانيا تحاول بشكل متزايد التحرر من الالتزامات السابقة تجاه البوليساريو، خاصة مع التحولات الدبلوماسية المحيطة بالقضية.
الملفت للنظر أن نواكشوط ، رغم اعترافها بجبهة البوليساريو منذ عام 1984، لم تتطور علاقتها معها إلى مستوى التمثيل الدبلوماسي الكامل.
هذا الموقف المتردد يعكس حالة من الحذر الدبلوماسي الذي طالما ميز السياسة الموريتانية في التعامل مع الملفات الإقليمية الحساسة.
وتحاول الجزائر مع موريتانيا إعادة تموضع مواقفها بشأن قضية الصحراء.
فزيارات كل من رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة وحاليًا الرئيس تبون لموريتانيا تشير إلى مساعٍ دبلوماسية معمقة.
التوقيت الحالي يكتسب أهمية خاصة، خاصة مع التوقعات بقرب وصول إدارة أمريكية جديدة قد تعيد النظر في بعض الملفات الإقليمية.
موريتانيا تبدو مهتمة بتحسين مرونتها الدبلوماسية والابتعاد تدريجيًا عن الالتزامات السابقة.
رغم عدم وجود تمثيلية دبلوماسية رسمية للبوليساريو في نواكشوط، إلا أن الباب لا يزال مفتوحًا بشكل محدود لاستقبال بعض قياداتها. هذا الموقف يعكس رغبة موريتانيا في الحفاظ على هامش من المناورة الدبلوماسية.
يشار إلى ان موريتانيا كانت دائما تتعامل بحذر في علاقتها بالرباط والجزائر وبينهما جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
ستكون التطورات القادمة كفيلة بالكشف عن الأبعاد الحقيقية لهذه الزيارة الدبلوماسية.
