أمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال بإجراء تحقيقات معمقة وخبرات تقنية على خلفية شكاية تقدمت بها أسرة رجل توفي بطلق ناري في ظروف مشبوهة بغابة تامكيست بجماعة غبالة، إقليم بني ملال.
وحسب جريدة “الصباج” جاء القرار بعدما أحيل الملف على المحكمة الابتدائية بقصبة تادلة بداعي عدم الاختصاص، قبل أن يُعاد النظر فيه ويُقرر تأجيله إلى 12 ديسمبر الجاري في انتظار نتائج التحقيقات والخبرات المطلوبة.
ووفقا لذات المصدر، أشعر قناص مصالح الدرك الترابي بغبالة بوقوع الحادثة، مشيرًا إلى أن الضحية أصيب أثناء عملية قنص.
وعند وصول عناصر الدرك إلى موقع الواقعة، عُثر على جثة الهالك ممددة على ظهرها، تنزف دمًا بجانب سلاح ناري.
وأظهرت المعاينة الأولية وجود شظايا رصاص في قفاه وظهره، لتُنقل الجثة عبر سيارة إسعاف إلى المستشفى، فيما بدأت النيابة العامة الاستماع إلى جميع الأطراف المعنية،حسب المصدر نفسه.
وخلال التحقيق، أفاد المشتبه فيه بأنه كان بصدد القنص برفقة الضحية وشخص ثالث، مشيرًا إلى أنهم تفرقوا في المنطقة قبل أن يطلق النار باتجاه طائرين دون أن يصيبهما.
وأضاف أنه لاحظ حركة غير طبيعية بالقرب من شجرة، ليكتشف أن الضحية أصيب وسقط أرضًا ينزف بشدة، فيما حاول تقديم المساعدة لكن الهالك فارق الحياة، ما دفعه إلى إبلاغ زميله لإحضار السيارة وإخطار الدرك.
وأكد المشتبه فيه أن المسافة بينهما كانت حوالي 28 مترًا، مشددًا على متانة علاقته بالضحية وخلوها من أي خلافات.
ومع تصاعد التحقيقات، ظهرت تفاصيل مثيرة كشفت عنها أسرة الضحية التي تقدمت بشكاية إلى الوكيل العام للملك، تطالب فيها بتعميق البحث في ملابسات الحادثة.
وأشارت الأسرة إلى علاقة تربط وسيطة التنازل، التي طلبت الصلح، بالطرفين معًا، وهو ما أثار شكوكها حول نوايا القتل، كما طالبت الأسرة بإجراء خبرة تقنية على السلاح الناري ونوع الذخيرة المستعملة لتحديد ملاءمتها لنوع الطرائد المُفترضة ومكونات الخرطوشة، إلى جانب المسافة التي أُطلقت منها الرصاصة.
وأكدت الأسرة أن تقرير التشريح أظهر إصابات في القفا والرئتين والكبد وشظايا بأطراف مختلفة، مما يتعارض مع ادعاء الصيد الخطأ، لافتة إلى أن القنص في العادة يستهدف الطيور في السماء وليس على الأرض.
وخلصت إلى أن شبهة القتل العمدي تعززها هذه المؤشرات، مطالبة بكشف الحقيقة الكاملة حول ما جرى في 31 غشت الماضي بغابة تامكيست.
