الجزائر تستنجد بإيطاليا لتفادي انهيار نظام العسكر
شهدت الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة توتراً ملحوظاً مع جيرانها، أبرزهم ليبيا ومالي. ففي ليبيا، تعيش الجزائر حالة من الخلاف مع الجنرال خليفة حفتر الذي يُعد من بين الأطراف التي تنظر إليها الجزائر كتهديد لأمنها القومي، خاصة بعد تصريحاته التي هدد فيها باجتياح الجزائر نتيجة موقفها من الأزمة الليبية.
وعلى صعيد آخر، تفاقمت العلاقات بين الجزائر ومالي بشكل كبير، حيث تتهم مالي الجزائر بدعم “الإرهابيين” في إشارة إلى العديد من الجماعات المتطرف بالإضافة إلى الطوارق في منطقة أزواد الذين يطالبون بالاستقلال في شمال مالي. وبرز هذا التوتر بشكل واضح خلال اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تبادل وزيرا الخارجية الجزائري والمالي الاتهامات العلنية.
وتراقب الجزائر بقلق الاضطرابات المستمرة في منطقة الساحل، إذ تخشى من امتداد هذه الاضطرابات إلى حدودها، خاصة في ظل تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين من تلك المناطق، مما يزيد من احتمالية تسلل عناصر مسلحة عبر الحدود.
وفي ظل هذه التحديات، تسعى الجزائر إلى تعزيز تعاونها الأمني والعسكري مع إيطاليا، خصوصاً للاستفادة من خبراتها في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود. ويأتي هذا في وقت تتسم العلاقات الجزائرية مع بعض دول الجوار، مثل تونس، ليبيا، النيجر، مالي، وموريتانيا، بالتوتر إلى جانب الأزمة السياسية التي تعيشها مع المغرب.
وفي هذا الإطار، وبالنظر إلى العزلة القاتلة التي يعيشها نظام العسكر لجأ رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، إلى روما لإجراء محادثات مع نظيره الإيطالي الأميرال جوزيبي كافو دراغوني، حيث ركزت المباحثات على مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية وأمن الحدود، إضافة إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة تماشياً مع اتفاقيات سابقة بين الطرفين، وفق ما أوردته الصحافة الجزائرية.
وتزامنت زيارة شنقريحة مع تصاعد التعاون بين الجزائر وإيطاليا خلال السنتين الأخيرتين، لا سيما في المجالات العسكرية. وأفادت تقارير إعلامية دولية بأن الجزائر تستفيد من برامج إيطالية في مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.
ويأتي هذا التقارب في وقت تواجه الجزائر توترات متزايدة مع كل من إسبانيا وفرنسا، إذ لاتزال الجزائر تحاول تجاوز أزمتها مع مدريد، التي تفجرت بعد دعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع المفتعل حول الصحراء. بالإضافة إلى ذلك، تمر الجزائر بأزمة دبلوماسية مع فرنسا، شريكها التقليدي، نتيجة خلافات حول ملف الذاكرة وموقف فرنسا الأخير بدعم سيادة المغرب على صحرائه، مما زاد من تعقيد العلاقات بين البلدين. كما ان الحليف التقليدي للجزائر، المتمثل في روسيا، أدار ظهره لنظام العسكر بعد سلسلة من الأزمات بينهما وخاصة بعد رفض مجموعة البريكس انضمام الجزائر وعقب تحالف مجموعة فاغنر مع النظام المالي وإزاحة المخابرات الجزائرية من منطقة الساحل، وما جرى من مشادات كلامية بين ممثلي البلدين في الأمم المتحدة على خلفية الملاكم/ة إيمان خليف، وكذا دعم الكابرانات لأوكرانيا علانية في محاولة للانتقام من موسكو